" ماذا لو لم ....... ؟ " لا يكاد يخطر ببالى هذا السؤال الذى يهاجم عقلى دائما .... حتى أجدك تهرع الى وتحملنى بين ذراعيك كمن وجد ضالته أخيرا ..... فأرى بعينيك سعادة طفل يشعر بالأمان حين يحتضن أمه
تخبرنى دائما أننى طفلتك التى تخاف عليها بشدة لدرجة أنك لن تطمئن على أبدا حتى تضمنى الى
صدرك حتى أصبح جزءا منه ..... ولو استطعت أن تخبئنى بداخلك لفعلت .... ثم تصرخ
" لا أريد أن يراكى سواى .... ولا أريد لكى سواى " ..... ودائما ما أجيبك بابتسامة تغسلها الدموع ....
" اذن .... فلتأت لتخبأنى " لا أدرى من منا أكثر طفولة من الآخر .... لكننى أعشق رؤية فراشات
طفولتنا تحلق سويا .... ومهما تفرقنا تعود تلك الفراشات .... لتجتمع على زنابق الأمل
لترتشف رحيق الحياة ..... رحيق الحب ...
وترجع تخطفنى الذكريات حين وضعتنى على تلك الغيمة البيضاء البعيدة .... حين همست بأذنى ...." أحبك ".....
حينها حتى الغيوم ابتسمت لنا .... وكم غمرنى احساس بالأمان لم أشعر به
من قبل ..... غمرنى لدرجة أخافتنى
وحين أحسست بخوفى ابتعدت الى غيمة أخرى .... فتخلى عنى الأمان ولم يبق سوى الخوف .... ولما وجدتنى خائفة
عدت فاقتربت حاملا ذلك الأمان لتمسك بيدى وتضعه فى كفى .... فيمتزج بخطوط يدى ويسرى فى دمى ليصل الى كل ذرة بى .... لا أعلم حقا لم أشعر بكل هذا الأمان عندما تكون بجوارى .... قد يكون هذا هو سبب خوفى
أخاف أن أفقد هذا الشعور بالأمان .... أن أشعر بطفولتى مرة أخرى دون خجل .... أن يضحك قلبى ويذرف الدموع
وينبض ويرتجف ويختنق ويشقى ويسعد ..... أن يشعر بالحياة .... ألا يخاف من الحياة بجوار قلبك الى الأبد ....
وترحل .... ونفترق ..... وأتمنى لو يعود السؤال ليهاجمنى مرة أخرى
" ماذا لو لم ....... ؟ ..... لأجد نفسى بين الغيوم مرة أخرى بعيدة عن كل شئ
وقريبة من كل شئ ...... وآمنة بقلبك .... ولكننى أبحث لأجدك قد رحلت
وأخذت معك حتى الأسئلة ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق