الاثنين، 21 مارس 2011

يتبعك قلبى






أغمضت عيناها ..... وراودتها الذكريات .... حين أمسك بيديها .... 
وداعبت همساته أذنيها .....

" أنتى تعنين العالم بالنسبة الى انتى حياتى  .... 
أنتى  أكثر مما أستطيع أن أصف بكلماتى .....
عندما أنظر اليكى تخطفين أنفاسى وتبعثرنى الأنات .... 
أنظر فى عينيك فأرى الحب فى الطيات ....

ومجددا أدرك أنه لا يوجد مكانا آخر فى العالم أفضل الوجود فيه
سوى هنا فأنتى مكانى وأرضى ....
وسأظل أحبك ... وسيظل الوقت يمضى .... 
أنتى ممن الدنيا كل ما أريد .... آآآآآه كم أحتاج وجودك عندى
عندما تتلاقى عينانا .... يصبح ايمانى بالحب أسهل .... 
مهما تقولين .... ومهما تفعلين  .... وأينما تذهبين
اطمئنى سوف يتبعك قلبى .... نعم سيفعل "


ثم استفاقت على صوته يناديها حاملا طفلهما .... 
 وينظر اليها مبتسما وكأنما ترى فى ابتسامته فرحا
لوفائه بالوعد .... 
نظرت مطولا فى عينيه .... ثم ابتسمت وحملت طفلهما 
وطبعت قبلة خفيفة على وجهه 
وهمست فى أذنه .... " فلتتبع قلبى " ..... 
فأجابها بنفس الابتسامة  " للأبد "

أمى كذبت على


ليس دائما ً: تقول أمي الحقيقة !!..ثماني مرات : كذبت أمي عليّ !!!....

تبدأ القصة عند ولادتي ، فكنت الابن الوحيد في أسرة شديدة الفقر فلم يكن لدينا من الطعام ما يكفينا .... وإذا وجدنا في يوم من الأيام بعضا ًمن الأرز لنأكله ويسد جوعنا : كانت أمي تعطيني نصيبها .. وبينما كانت تحوِّل الأرز من طبقها إلى طبقي كانت تقول : يا ولدي تناول هذا الأرز ، فأنا لست جائعة
..وكانت هذه كذبتها الأولى

وعندما كبرت أنا شيئا قليلا كانت أمي تنتهي من شئون المنزل وتذهب للصيد في نهر صغير بجوار منزلنا ، وكان عندها أمل أن أتناول سمكة قد تساعدني على أن أتغذى وأنمو ، وفي مرة من المرات استطاعت بفضل الله أن تصطاد سمكتين ، أسرعت إلى البيت وأعدت الغذاء ووضعت السمكتين أمامي فبدأت أنا أتناول السمكة الأولى شيئا فشيئا ، وكانت أمي تتناول ما يتبقى من اللحم حول العظام والشوك ، فاهتز قلبي لذلك ، وضعت السمكة الأخرى أمامها لتأكلها ، فأعادتها أمامي فورا وقالت :
يا ولدي تناول هذه السمكة أيضا ، ألا تعرف أني لا أحب السمك ..
.وكانت هذه كذبتها الثانية

وعندما كبرت أنا كان لابد أن ألتحق بالمدرسة ، ولم يكن معنا من المال ما يكفي مصروفات الدراسة ، ذهبت أمي إلى السوق واتفقت مع موظف بأحد محال الملابس أن تقوم هي بتسويق البضاعة بأن تدور على المنازل وتعرض الملابس على السيدات ، وفي ليلة شتاء ممطرة ، تأخرت أمي في العمل وكنت أنتظرها بالمنزل ، فخرجت أبحث عنها في الشوارع المجاورة ،
ووجدتها تحمل البضائع وتطرق أبواب البيوت ، فناديتها : أمي ، هيا نعود إلى المنزل فالوقت متأخر والبرد شديد وبإمكانك أن تواصلي العمل في الصباح ،فابتسمت أمي وقالت لي : يا ولدي.. أنا لست مرهقة ..
وكانت هذه كذبتها الثالثة

وفي يوم كان اختبار آخر العام بالمدرسة ، أصرت أمي على الذهاب معي ، ودخلت أنا ووقفت هي تنتظر خروجي في حرارة الشمس المحرقة ، وعندما دق الجرس وانتهى الامتحان خرجت لها فاحتضنتني بقوة ودفء وبشرتني بالتوفيق من الله تعالى ، ووجدت معها كوبا فيه مشروب كانت قد اشترته لي كي أتناوله عند خروجي ، فشربته من شدة العطش حتى ارتويت ،
بالرغم من أن احتضان أمي لي : كان أكثر بردا وسلاما ، وفجأة نظرت إلى وجهها فوجدت العرق يتصبب منه ، فأعطيتها الكوب على الفور وقلت لها : اشربي يا أمي ، فردت : يا ولدي اشرب أنت ، أنا لست عطشانة ..
وكانت هذه كذبتها الرابعة

وبعد وفاة أبي كان على أمي أن تعيش حياة الأم الأرملة الوحيدة ، وأصبحت مسؤولية البيت تقع عليها وحدها ، ويجب عليها أن توفر جميع الاحتياجات ، فأصبحت الحياة أكثر تعقيدا وصرنا نعاني الجوع ، كان عمي رجلا طيبا وكان يسكن بجانبنا ويرسل لنا ما نسد به جوعنا ، وعندما رأى الجيران حالتنا تتدهور من سيء إلى أسوأ ، نصحوا أمي بأن تتزوج رجلا ينفق علينا فهي لازالت صغيرة ، ولكن أمي رفضت الزواج قائلة : أنا لست بحاجة إلى الحب ..
وكانت هذه كذبتها الخامسة

وبعدما انتهيت من دراستي وتخرجت من الجامعة ، حصلت على وظيفة إلى حد ما جيدة ، واعتقدت أن هذا هو الوقت المناسب لكي تستريح أمي وتترك لي مسؤولية الإنفاق على المنزل ، وكانت في ذلك الوقت لم يعد لديها من الصحة ما يعينها على أن تطوف بالمنازل ، فكانت تفرش فرشا في السوق وتبيع الخضروات كل صباح ، فلما رفضت أن تترك العمل خصصت لها جزءا من راتبي ، فرفضت أن تأخذه قائلة : يا ولدي احتفظ بمالك ، إن معي من المال ما يكفيني ..
وكانت هذه كذبتها السادسة

وبجانب عملي واصلت دراستي كي أحصل على درجة الماجيستير ، وبالفعل نجحت وارتفع راتبي ، ومنحتني الشركة الألمانية التي أعمل بها الفرصة للعمل بالفرع الرئيسي لها بألمانيا ، فشعرت بسعادة بالغة ، وبدأت أحلم ببداية جديدة وحياة سعيدة ، وبعدما سافرت وهيأت الظروف ، اتصلت بأمي أدعوها لكي تأتي للإقامة معي ، ولكنها لم تحب أن تضايقني وقالت : يا ولدي .. أنا لست معتادة على المعيشة المترفة ...
وكانت هذه كذبتها السابعة

كبرت أمي وأصبحت في سن الشيخوخة ، وأصابها مرض السرطان ، وكان يجب أن يكون بجانبها من يمرضها ، ولكن ماذا أفعل فبيني وبين أمي الحبيبة بلاد ، تركت كل شيء وذهبت لزيارتها في منزلنا ، فوجدتها طريحة الفراش بعد إجراء العملية ، عندما رأتني حاولت أمي أن تبتسم لي ولكن قلبي كان يحترق لأنها كانت هزيلة جدا وضعيفة ، ليست أمي التي أعرفها ، انهمرت الدموع من عيني ولكن أمي حاولت أن تواسيني فقالت : لا تبكي يا ولدي فأنا لا أشعر بالألم ...
وكانت هذه كذبتها الثامنة

وبعدما قالت لي ذلك ، أغلقت عينيها ، فلم تفتحهما بعدها أبدا ...





بقلم مصطفى العقاد



إلى كل من ينعم بوجود أمه في حياته : حافظ على هذه النعمة قبل أن تحزن على فقدانها ... وأنا أقول لأمى ... أحبك وكل ما أتمناه من الدنيا رضا قلبك عنى دائما

وإلى كل من فقد أمه الحبيبة : تذكر دائما كم تعبت من أجلك فلا تنساها من دعائك رحمها الله ..

السبت، 5 مارس 2011

طفولة قلوب ثائرة







يراودنا كثيرا ذلك الشعور بأن حياتنا بما فيها من صراع هى فترة انتظار طويلة 
لذلك الأمل الذى سينير تلك الحياة ..... كم شعرنا بأننا نمر فى نفق مظلم طويل
تراودنا أحلام اليقظة فى صحونا .... فنحن لم نتعود أحلام المنام
كم أحسسنا أن قلوبنا غريبة فى عالم من القلوب الميتة
حتى أننا لمسنا مسا من الجنون بداخلنا 
كل ذرة فينا تتصرف بجنون .... لدينا قلب ينبض بجنون
وعقل حد الجنون مفتون .... مفتون بدوام التفكير
بدوام البحث عن الأسرار .... عن التفاسير .... امتزجت أسئلته بحرارة حتى كاد يطير
عجبا يا قلب .... هل الدنيا تتحمل هذا القدر من التفكير ؟! .... عجبا لزمان أوجعنا 
عجبا لأناس مازالت فى طريق الضلال تسير 
ما أحلانا حين كبرنا .... أطفالا فى زى شباب ... ننشر طهر الطفولة حلو العبير 
فى سماء الحق بيضاء الأثير
عبير القلب المفتون الصغير .... القلب الضارب فى الحمرة 
القلب النابض بالثورة
وسنبقى فى بحر الحياة .... تضربنا أمواج نعرفها ونحبها
وأمواج لا نعرفها فتحبنا
وهكذا نحن لن نتغير .... ولن نتبدل
وسيعود عصر البراءة على أيدينا 

الجمعة، 4 مارس 2011

اليك أبكى




كان لها نعم الزوج ... فحين رحل بكته وظلت وفية له حتى رحلت .... يؤمن قلبى بأنه حقا هناك من يستحق الوفاء .... أين؟ .... لا أدرى .... ربما تجمعنا دروب الحياة يوما .... فأتمسك بيديه .... يتبع أنفاسى .... وأتبع دقات قلبه .... يجرح فأنزف أنا .... أفرح فيبتسم هو .....
لا أعلم متى ... ولكنه سيأتى ....



نظرتُ الجرحَ في عينيكَ يبكي
فكانَ الجرحُ يبكي في عيوني
ويسري في حنايا الصدر ناراً
أُداريها.. فيفضحني أنيني
وكفُّكَ في يديَّ تذوبُ ناراً
وظِلُّ الموتِ يسبحُ في الجبينِ
وعينكَ بالحنانِ تدورُ نحوي
برغمِ الجهد.. تنطق بالحنينِ
تُسائلني.. تناديني بصمتٍ
وأسمعُ لوعةَ الصّمتِ الحزينِ
وألمحُ في ثناياها سؤالاً
يحاورني.. ويذبحني يقيني
وأعلمُ أنّه قدرٌ رَمَانا
وأنَّ الدربَ والأسوارَ دوني

*                      *                      *

وللآلام تأخذكَ الليالي
وسيفُ الجرح يقطعُ في الوتينِ
وتغرقُ في بحور الدّاء.. طَيفاً
تهاوى.. في خضوع المستكينِ
نقياً.. صابراً.. يغشاهُ نورٌ
تفجّر من أزاهير اليقينِ
وفي بحرٍ من الآلام تغفو
ويغفو النور في أفق العيونِ
وتمضي طاهرَ الأنفاسِ روحاً
تسافرُ في المعارجِ.. في سكون!
يدُ الرحمن ترسلها نسيماً
تهادى في رياضٍ من عيونِ

*                      *                      *

شقيقَ الرّوح.. ما قد كنتُ أدري
بأنّكَ قاتلي.. بيدِ الشجون!
وأني اليومَ قد كُسرتْ شراعي
وأني اليومَ قد غرقتْ سفيني
وأنَّ الرّوح قد تاهت بدربي
وأنَّ الرّيحَ قد هدمتْ حصوني
وذابتْ في لياليها شموعي
وتاهت في صحاريها لحوني
وأنَّ العمر بعدكَ عادَ ليلاً
أكابدهُ.. وتطويني سجوني
ويذوي في شقاء البُعد رَوضي
وكنتَ الماء في شَفَة الغصونِ
وكنتَ النور في نفسي وروحي
وكنتَ الظلَّ في وَهَجِ السنين

*                      *                      *

شقيقَ الرّوح.. ما قد كنتُ أدري
بأنَّ الحُبَّ يُبعث في الشجونِ
وإنَّ الدمعَ لو يحييكَ يوماً
سكبتُ الدمعَ روحاً من عيوني
وإنَّ العمر لو قد عاد يوماً
فديتُ هواكَ بالغالي الثمين
بروحي والأماني والتمنّي..
إذا نضبت فديتُكَ بالعيونِ
خيالكَ في شغاف القلب يحيا
وروحكَ كالنسائم تحتويني
وذكركَ في شفاه العمر عهدٌ
نذرتُ العمرَ للعهدِ الأمينِ
فنمْ في روضةِ الرحمن خُلْداً
عسى ألقاكَ في رَوضٍ وعِينِ


بقلم الشاعرة لمياء بسيم الرفاعى

الخميس، 3 مارس 2011

أشياء قد لا نقو على قولها ابدا








استمع الى ....

اذا أحببتنى حقا فلا تحاول  تغييرى ..... اذا أحببتنى حقا  فسترسم تلك الفراشات الجميلة التى تدغدغ بها جدران خيالى  فقط  لترى ابتسامتى .... اذا أحببتنى حقا فستجعل طريقى هو طريق حياتك لا تتبع غيره .... ستحبنى عندما أشعر بالانكسار .... كما تحبنى وأنا قوية ....

لا تتحدث ....

بالطبع يمكنك أن تخبرنى كم أننى جميلة ... وكم تحبنى .... لكن ... عندما تصمت .... يمكنك بطريقة ما أن تتبع النقاط حتى تصل الى قلبى .... وربما حينها تفتح لى يداك لأرى أحلامى محفورة على خطوطها ....  لذا لا تتحدث عن مستقبل حبنا .... فالكلمات لا يمكن  أن تكفى أبدا .....


خطؤك الأول ..... كان معرفتى  .... منذ عرفتك أحاطت بنا النجوم وتهامست .... وتهامست .... حتى سمعنا تهامسها بآذاننا .... وأحسسنا بها تستمع الينا وتحصى أسرارنا ..... تخطينا جميع الحدود كما لو كانت مجرد خطوط .....
وابتسمنا وكأن الأمر بهذه السهولة ..... 
حتى أنك حفظت نمط أنفاسى وابتساماتى ودموعى ....

خطؤك الثاني  ..... كان سعادتك بمعرفتى ..... لماذا سعدت بمعرفتى؟! ....... لماذا تمسكت بى من البداية؟!


أحيانا أشعر أننا نصرخ فى صمت ولا أحد يسمعنا ....  نرى سربا من الطيور .... 
فنتظاهر أنهم بشر .....
 وأنهم يستمعون الينا ويفهمون وجعنا ...... 
وأنه ربما لديهم أحلاما بيضاء كأحلامنا .....
وربما يستمعون لأسرارنا ويحصونها كتلك النجوم ..... وربما ترتجف أجسادهم حين تؤرقهم الأفكار أيضا ...
وربما يدركون أيضا أن البكاء وحده هو الذى يحررهم .....

أحلم أحيانا بالاختناق .... فتشعر به حتى دقات قلبى ....  
فأتمنى لو ينتهى هذا الشعور ....

وربما أحلم بأننى أميرة فى بلاد العجائب .... وأنك الفارس الذى يحبنى وأنه لا بأس أن تكون حبيبى ....
وأنك معى وكل شئ على ما يرام ....

ربما أفضل أحلامنا ...... تصبح فى الحقيقة كوابيسنا ....
ولكن لا يجب أن تقلق على الليلة ..... فسأنام جيدا..... 
فأحلامى معك تملأ عيونى وتحمينى .....

لقد ارتكبت خطأ حبك لى ..... رغم أن ما يحول بيننا كان واضحا من البداية 
كالنجوم المبعثرة فى السماء فى ليلة مظلمة .....
اقتربنا وابتعدنا .... وابتعدنا واقتربنا ....

وأحببتنى رغم كل شئ ..... رغم أخطائك وأخطائى وأخطاء الزمن .....

ولكن خطؤك الأكبر سيكون الرحيل بدونى .....