الجمعة، 4 مارس 2011

اليك أبكى




كان لها نعم الزوج ... فحين رحل بكته وظلت وفية له حتى رحلت .... يؤمن قلبى بأنه حقا هناك من يستحق الوفاء .... أين؟ .... لا أدرى .... ربما تجمعنا دروب الحياة يوما .... فأتمسك بيديه .... يتبع أنفاسى .... وأتبع دقات قلبه .... يجرح فأنزف أنا .... أفرح فيبتسم هو .....
لا أعلم متى ... ولكنه سيأتى ....



نظرتُ الجرحَ في عينيكَ يبكي
فكانَ الجرحُ يبكي في عيوني
ويسري في حنايا الصدر ناراً
أُداريها.. فيفضحني أنيني
وكفُّكَ في يديَّ تذوبُ ناراً
وظِلُّ الموتِ يسبحُ في الجبينِ
وعينكَ بالحنانِ تدورُ نحوي
برغمِ الجهد.. تنطق بالحنينِ
تُسائلني.. تناديني بصمتٍ
وأسمعُ لوعةَ الصّمتِ الحزينِ
وألمحُ في ثناياها سؤالاً
يحاورني.. ويذبحني يقيني
وأعلمُ أنّه قدرٌ رَمَانا
وأنَّ الدربَ والأسوارَ دوني

*                      *                      *

وللآلام تأخذكَ الليالي
وسيفُ الجرح يقطعُ في الوتينِ
وتغرقُ في بحور الدّاء.. طَيفاً
تهاوى.. في خضوع المستكينِ
نقياً.. صابراً.. يغشاهُ نورٌ
تفجّر من أزاهير اليقينِ
وفي بحرٍ من الآلام تغفو
ويغفو النور في أفق العيونِ
وتمضي طاهرَ الأنفاسِ روحاً
تسافرُ في المعارجِ.. في سكون!
يدُ الرحمن ترسلها نسيماً
تهادى في رياضٍ من عيونِ

*                      *                      *

شقيقَ الرّوح.. ما قد كنتُ أدري
بأنّكَ قاتلي.. بيدِ الشجون!
وأني اليومَ قد كُسرتْ شراعي
وأني اليومَ قد غرقتْ سفيني
وأنَّ الرّوح قد تاهت بدربي
وأنَّ الرّيحَ قد هدمتْ حصوني
وذابتْ في لياليها شموعي
وتاهت في صحاريها لحوني
وأنَّ العمر بعدكَ عادَ ليلاً
أكابدهُ.. وتطويني سجوني
ويذوي في شقاء البُعد رَوضي
وكنتَ الماء في شَفَة الغصونِ
وكنتَ النور في نفسي وروحي
وكنتَ الظلَّ في وَهَجِ السنين

*                      *                      *

شقيقَ الرّوح.. ما قد كنتُ أدري
بأنَّ الحُبَّ يُبعث في الشجونِ
وإنَّ الدمعَ لو يحييكَ يوماً
سكبتُ الدمعَ روحاً من عيوني
وإنَّ العمر لو قد عاد يوماً
فديتُ هواكَ بالغالي الثمين
بروحي والأماني والتمنّي..
إذا نضبت فديتُكَ بالعيونِ
خيالكَ في شغاف القلب يحيا
وروحكَ كالنسائم تحتويني
وذكركَ في شفاه العمر عهدٌ
نذرتُ العمرَ للعهدِ الأمينِ
فنمْ في روضةِ الرحمن خُلْداً
عسى ألقاكَ في رَوضٍ وعِينِ


بقلم الشاعرة لمياء بسيم الرفاعى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق