الأربعاء، 16 فبراير 2011

دوائر على الرمال













استلقيت على الشاطئ استرجع ذكريات قصة حبنا التى شهدتها هذه الرمال ... احسست بدفئ الرمال وكأنها
استمدت هذا الدفء من ذكريات حبنا الذى اشتعل ها هنا ... أتذكر حين تقابلنا ها هنا أول مرة؟ ...
لقد وجدتنى أرسم الدوائر على هذه الرمال .... أرسم دوائر تمحوها الأمواج ولكننى اعود لارسمها مرة اخرى
حينها دنوت منى ... ومال وجهك المندهش نحوى وسألتنى ... لماذا تتعبين نفسك بالرسم على الرمال؟!
لم أعرك انتباها ولم أجاوبك ... لم أرد ان اجاوبك ... أردت لو أن أحدا يفهمنى دون أن يسأل ...
ولكنك لم تصمت ولم تبتعد خجلا من موقفى ... فوجئت بك تستطرد قائلا : " ستمحو الامواج دوائرك على أية حال " ...
استكملت اخر دوائرى وأغلقتها على كلمة " الحب " ... ثم نهضت لأجاوبك والرمال تملأ وجهى...
فوجدتك تنظر فى عيونى وكأنما  تريد الوصول الى أعماق روحى ...
 استفقت من غيبوبة النظر فى عينيك واستجمعت قواى وقلت : " أرسمها لأن الامواج قد لا تمحوها "
وفاجأتك بسؤالى : " أليس هذا احتمالا يستحق أن يؤخذ فى الحسبان ؟ ! " ....
وبدلا من أن تضحك ساخرا من كلماتى ... وجدتك تجاوبنى : " نعم .. بالطبع " ...
لقد كنت أشعر بالنعاس من قلة النوم وكدت أتعثر فأمسكت بيدى قبل أن أهرب منك ...
فاجأنى تصرفك كثيرا لدرجة أخافتنى ... فصحت بك : " ارحل من هنا ... فقط ارحل " ..
ففاجئتنى اجابتك أكثر  " لا .. لا أظن أننى سأرحل ! " ...
 ثم بنبرة تحدى تابعت قائلا : " أيمكننى أن أخبرك بسر عنك؟! " ....
صحت بك بمرارة محاولة ابعادك عنى : " لا ... لا أريد " ...
ولكنك تابعت كلامك وكأنما لم تسمع ما قلتله : "  لديك هذه النظرة المظلمة للحب وللقلوب! " ...
" أولا : أنتى لا تعتقدين بالحب ولا بالقصص الخيالية ذات النهايات السعيدة لأنها تمحى دائما ...
أليس كذلك؟! هكذا تنظرين الى تلك القصص  ....
ولكن بداخلك مازلت تؤمنين أن هناك احتمالا يستحق الأخذ فى الحسبان " ....

مازلت أذكر كيف نظرت اليك بدهشة وذهول أتساءل .. " كيف استطعت الكشف عن جزء منى ؟ "
ولكن حديثك لم ينته ... لا ليس بعد ....
تابعت حديثك رغم دهشتى " ثانيا : أنتى لا تحبين القلوب ... بل تكرهينها لأنها تنكسر ....
تظنين أن كل شخص يعلق على قلبه لافتة ( ممنوع الازعاج ) ...
وأنه ليس لديكى أدنى فكرة عن كيفية ازالة هذه اللافتة " ....

حينها جاوبتك وأنا مازلت مصدومة بعض الشئ : " أنت مخطئ " ....
تعجبت من اجابتى قائلا : " هل أنا حقا مخطئ ؟ "
 أجبتك  : " نعم أنا لا أكره القلوب ... ولكننى فقط أتمنى لو أن أحدا ما ينزع تلك اللافتة عن قلبى وقلبه " ...

 مازلت أذكر كيف ابتسمت الى وأمسكت بيدى وقلت : " اذا أعطنى الفرصة وأظن أننى قادر على فعل ذلك"
 وأذكر كيف سرحت بى الآفكار وأنا أنظر فى عينيك وقلت لنفسى : " نعم ربما هناك فرصة ...
وبالطبع هذا احتمال يستحق ان يؤخذ فى الحسبان " ....
 وتركت يداى فى يديك ومضينا معا فى طريق الحياة  نواجه الامواج ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق