الاثنين، 21 فبراير 2011

المرأة الأخرى .... صديقتى



كلما التقينا تنظر فى عيونى وتسألنى وجبال أحلامه تهتز هشة خلفها: أيحبنى؟
...  فى كل مرة تختلف جلستنا ومكان لقائنا ولكن دوما نفس السؤال
كل محاولاتى لأنسيها هذا السؤال كانت تلقى نفس مصير محاولاتى للهرب من الاجابة ألا وهو الفشل 
... كيف أهرب من نظراتها العميقة فى عيناى؟ ... نظرات فى كل مرة يملؤها الأمل باختلاف الاجابة 
.... لكن للأسف لم يكن عندى من اجابة أخرى
لو أنه أحبك يا صديقتى لما ملأ عينيك بالتراب بعد أن مهد التراب أمام أخرى عذبته  
لو أنه أحبك لما طاوعه قلبه أن يغلق بيديه قبر قلبك الذى أحبه بجنون
لو أنه أحبك لاقشعر جسده وهو يمضى عنك ويتركك خلفه طفلة مرعوبة تطل من دفتر أحلامها الوردي وتشهقين ويضيع صوتك بين صفحات الدفتر
لو أنه أحبك لما ملأ ذاكرتك بتفاصيل لا ترحم ولما ترك لكى خيالا حادا كشيفرة الحلاقة 
تدمى أفكارك الشفافة وتسافر فى جرحك كل مساء ولا تستقر 
... لو أنه أحبك لما حولك الى خيال مأته يصرخ فى الفضاء كلما هاجمه جراد خيال عودته اليها
.... فكم ليلة حزن قضى معها؟
وكم ليلة حب منحته أنتى وزففتها اليه؟
كانت هى تأخذ منه جسدا وروحا .... وكنت أنتى تمنحينه قلبا
لذلك كانت هى الطرف الأشد طغيانا والأكثر احترافا .... وكنتى أنتى الطرف الأشد عذابا والأكثر احتراقا
فالأجساد يا صديقتى تمنح بمقابل .... والقلوب تمنح بلا مقابل
 هى كانت تعطى لتأخذ ... وكنتى تعطين لتعطى
فهل تذوقت هى هذا النوع من الجمر؟ 
... وهل مضغت تحت أسنانها تلك القطع واضطرت لابتلاعها باسم الحب؟
وهل أحس هو بجمرات حبه التى أشعلت قلبك؟
هل جربت هى السير يوما بلا أحذية على أرض مفترسة لها كالذئاب مخالب وأنياب؟ 
وهل أحس هو باتباعك لخياله على تلك الأرض المفترسة التى صورها لكى أرض السعادة والأحلام؟
هل نادت سنوات عمرها بأعلى صوتها واكتشفت أن العمر أصم لا يسمع مهما نادينا؟
لذا فهو لا يلتفت الينا حين يمضى .... هل أحس هو بسنوات عمرك التى أضعتها فى انتظاره؟
هل سارت هى مطمئنة فى مقدمة قافلة الحب وصوت نباح العقل عليها يعلو على صوت نباح الكلاب؟
هل استقبل هو قافلة حبك بقافلة حنانه التى تحمل سنواتك الضائعة؟

هل دفنت هى أحلامها سنوات فى فناء المنزل وظنت أن الأرض لا تغدر؟ فأكلت رمة الأرض أحلامها كما أكلت أحلامك؟
هل أنبت هو بيديه فى قلبك أحلاما أم أنه أيقظ أشباح أحلامك الراحلة وجلس يشاهدها؟
يا صديقتى ... انظرى جيدا بعيونى واقرأى اجابتى التى لا يقنعك بها كلامى 
سأجرب اليوم معكى لغة الصمت ...
يا صديقتى ...  اخرجى من نفسك قليلا وانظرى .... وحدها لديها الحق فى المطالبة به رغم جحودها 
... ووحدك تعانين لأنه لم يمنحك هذا الحق رغم حبك له
وحدك معرضة للكسر .... وهشة جبال أحلامك
 


 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق